صور شهداء 25 يناير

الخميس، 19 مايو 2011

رسالة إلي ابني الحبيب بقلم : الشيخ عبود الزمر

تحميل كل ما هو جديد من افلام واغانى واخبار واسلاميات ومسلسلات على مدونة لف استورى 2011 وبس


الشيخ عبود الزمر من الرموز الشهيرة في الحركة الإسلامية الحديثة .. وهو يحظي بقبول واسع لدي أطياف واسعة منالشيخ عبود الزمر  الحركة الإسلامية ... ويتمتع بأخلاق راقية ورثها عن أسرته العريقة الجذور " أسرة الزمر" . تلك الأسرة التي أنجبت كثيرا ً من الرموز الوطنية .. ومنها عمه اللواء الشهير / أحمد عبود الزمر ..بطل حرب أكتوبر والحائز  علي نجمة سيناء وهي أعلي وسام عسكري مصري... وهو قائد الفرقة 23 المشاة ميكانيكي في حرب أكتوبر.. والذي رفض الاستسلام حتى وصلت الدبابات الإسرائيلية في مناطق الثغرة إلي قيادة الفرقة التي يقودها... فظل يقاوم الدبابات الإسرائيلية بالأسلحة الخفيفة الموجودة معه وطاقم القيادة حتى داسته الدبابات الإسرائيلية .
والشيخ عبود الزمر رغم أنه كان عسكريا إلا أنني أراه يختلف عن كثير من العسكريين تماما ً ... فهو رقيق القلب .. دافئ المشاعر .. هادئ الطبع.. ودود إلي أبعد مدي .. ونادرا ً ما يغضب .. وهو كأسرته كريم إلي أبعد الحدود.
وقد عشت معه قرابة عشرين عاما ً كاملة في مكان واحد.. ومررنا بظروف عصيبة في السجن فكانت زوجته أكرمها الله..تأتي بالزيارة وفيها قطع من اللحم أو الفراخ علي عدد الإخوة في العنبر .. وكمية من المحشي والخضار يكفيهم كذلك .. وذلك كل أسبوع .. ولك أن تتصور معي هذا الجهد الكبير الذي بذلته هذه الزوجة الفاضلة طوال هذه السنوات ..وكذلك أسرتها .
وقد ارتسمت صورة الشيخ عبود في أذهان الناس بصورته بالزى العسكري في محكمة السادات وهو في قمة الشباب والحيوية .. وظلت هذه الصورة كذلك حتى رأى الناس في نشرات الأخبار وفي الصحف صورته هذه الأيام بعد أن جاوز عمره الحادي والستين عاما ً ..  ورأو كيف تغير شكله تماما عما سبق.. فقد رأوه يلبس نظاره طبية .. وقد ابيضت لحيته .. وتغير وجهه من الشباب إلي الكهولة ..  وقد فوجئ الناس جميعا ً بهذا المنظر .. وقد بكى بعض الناس وخاصة النساء لهذا المنظر المهيب.. ومنذ ذلك الوقت لايقابلنى شخص إلا ويقول لي متى سيخرج الشيخ عبود الزمر ..؟
فأقول لهم : عسى أن يكون قريبا ً بإذن الله ..
والشيخ عبود رغم أنه عسكري إلا أنني أؤكد لمعايشتي الطويلة له في مكان واحد .. أنه رجل سلام .. ولا يحب العنف ولا الاقتتال الداخلي بين الحركة الاسلامية وحكوماتها ودولها .. كما أنه لا يحب التكفير بتاتا ً .. فشخصيته تأبى ذلك.. وكذلك إسلامه ودينه ما يعتقده من اعتقاد أهل السنة والجماعة..  كل ذلك يجعله من أكثر الناس كراهية لتكفير المسلمين بغير حق .. ولا حتى الخوض في هذه المسألة .
وشخصية الشيخ عبود متأنية وغير عجولة .. وحليمة بدرجة كبيرة جدا ً .. وقد تحمل الكثير والكثير في السجن ..وقابل أهوالا ً يشيب لها الولدان .. ولم يقابل الأهوال من السجان فحسب .. ولكن أضيف إلي ذلك ما لا قاه من شدة وغلظة بعض إخوة الجهاد بالذات عليه  ..  فصبر علي ذلك أشد الصبر ..  وحلم عليهم أشد الحلم .. وكل من عاش هذه الأيام يعلم ذلك علم اليقين.
ولعل بيان الشيخ عبود الأخير الذي أعلن فيه موافقتة علي مبادرة تنظيم الجهاد هو خير دليل علي ذلك ..
ومن قبل كان الشيخ عبود من أول الموافقين علي مبادرة الجماعة الاسلامية .. وقد صدر بيان المبادرة الأول بتوقيعه.. ولكن وللأسف ينسى الكثيرون هذه الحقيقة .
أما عن قصة هذه الرسالة التربوية التي ننشرها اليوم للشيخ عبود فهي تتلخص في الاتى :-
لقد كان يأتي لزيارة الشيخ عبود دائما ً مع زوجته  وأسرته ابن أخت لزوجته كان يسمى  " محمود ممدوح " ويكنى " أبو دجانه ".. وكان محمود هذا في السنة الرابعة الابتدائية تقريبا ..ً وكان يحب الشيخ عبود حبا ً شديدا ً . وكذلك خاله  د/  طارق الزمر .. وكان الشيخ عبود يحكى لأبى دجانة هذا  قصصا ً تربوية في الزيارة أو ينصحه ببعض النصائح الإيمانية والدينية . حتى أن ذلك دفعه لأن يكتب له عدة قصص من قصص الأطفال .. وهذه القصص لا أدرى أين هي الآن؟؟ وهل تحتفظ أسرة الزمر بها أم لا؟؟ .. ومن الغريب أن  " محمود أبو دجانه "  كان يبكى بكاء ً شديدا ً في نهاية الزيارة وهو يتشبث بالشيخ عبود ويريد أن يدخل معه إلي عنبر السجن ليعيش معه .. ولا يريد أن يعود مع أسرته... وفي أحد المرات مكثنا قرابه ساعة لإقناعة بأن هذا مستحيل وغير ممكن .. ولكن دون جدوي .. وهكذا في كل مرة كان يؤخذ في نهاية الزيارة عنوة ليعود مع أسرته .. ليتكرر المشهد من جديد .
 وقد كتب الشيخ عبود هذه الرسالة القيمة " رسالة إلي ابني الحبيب  " هذه لمحمود ممدوح " أبو دجانه ... وهي تعد من أروع الرسائل التربوية المتكاملة للأبناء... وفيها من الرقة والعذوبة وجمال الأسلوب ودقة المعاني الكثير والكثير ..
وهذا النوع من الكتابات التربوية الجامعة المانعة المختصرة لا نكاد نجده في كتابات اليوم إلا نادرا ً ... ولعل المشاعر الفياضة للإنسان حينما يكون في السجن نحو الآخرين هي التي جعلت مثل الشيخ عبود يكتب مثل هذه الرسالة الجميلة لطفل من أقاربه يبادله الحب .. وهذه الرسالة تصلح " كمتن " تربوي يحتاج إلي شرح مستفيض .. وهذا المتن أشبة ما يكون بمتون  الفقه التي تكتب عليها شروح متعددة لفقهاء كثيرين ..
ومن الطريف في الأمر كله أن محمود ممدوح " أو محمود أبو دجانه أصبح الآن شابا ً فتيا ً وتخرج من الجامعة .... وقد كان طالبا ً في كلية الطب ثم تركها لعدم رغبته فيها وإجبار والده علي دخولها.. حيث كان يتمني أن يتخرج ابنه طبيبا ً ...ثم دخل إلي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية " وتخرج منها.. ومحمود هو ابن الأستاذ الدكتور ممدوح محمود وهو أستاذ مرموق للفيزياء في المركز القومي للبحوث .. والله أعلم هل يذكر الشاب محمود أبو دجانه ما كان يفعله في طفولته .. وهل يذكر هذه الرسائل التربوية التي كتبت من أجله ساعتها ... وكذلك قصص الأطفال ...
ومما لا يعرفه الكثيرون عن الشيخ عبود الزمر أنه كان من أبطال حرب أكتوبر حيث خاض الحرب برتبة  نقيب في سلاح الاستطلاع المصري .. وخاض من قبلها حرب الاستنزاف .. ومن الطريف أن الشيخ عبود شاعر موهوب وله قصائد وطنية وإسلامية .. وله كذلك قصائد في الغزل العفيف الذي يقره الإسلام ويرضاه .
واليوم موعدنا مع هذه الرسالة التربوية الجميلة ... راجيا ً من الله أن تعجب القراء وتسعدهم.. وألا يحرموا صاحبها الشيخ عبود من دعوة تعجل بفك أسره وتفريج كربه... إنه ولي ذلك والقادر عليه ...  آمين 
        
                                           والآن مع رسالة إلي ابني الحبيب 

ابني الحبيب ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أسأل الله تعالى أن  تكون على خير حال.. وفى طاعة الله دائماً .. فأنت أوشكت بلوغ سن التكليف.. فينبغي عليك أن تحافظ على صلاتك.. فلا تفوت منها فرضاً وتؤديها على الوجه الأكمل من خشوع وطمأنينة وقلب حاضر متفرغ يرجو رحمة الله ويخشى عذابه.
وأعلم يا بني أن الصلاة عماد الدين ..من فرط فيها فقد أورد نفسه المهالك..  فلا تتكاسل عن أدائها خاصة صلاة الفجر والعشاء فبهما يعرف الصادق من المنافق.. وعود نفسك الصلاة بالمساجد  فاعتيادها شهادة إيمان وهجرها علامة خذلان.. وصلاة الجماعة فيها الثواب الأعظم..  فالزم الجماعة ولا تصل منفردا.
وحافظ علي صلاة الجمعة فاذهب إليها مبكرا ً وانصت إلي الخطيب متفكرا ..ً واعمل بما جاء فيها من النصائح ما استطعت واجعل الموعظة جزءاً من خلقك ما حييت.. وداوم على صلاة القيام والنوافل فإنها الطريق إلى نيل الرضا وكسب ود المعبود.. فالصلاة يابنى أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإذا قبلت قبل سائر العمل كله وإذا ردت رد العمل كله.
ثم خذ من الصيام ما استطعت فإن كان صومك في رمضان قبل البلوغ مستحباً فإنك تؤجرعليه وكذلك والدك .. أما الصيام بعد بلوغك مبلغ الرجال هو فرض يلزمك أداؤه ولا يسعك التفريط فيه .
وحافظ علي صيام بعض الأيام كصوم الاثنين والخميس.. أو ثلاثة أيام من كل شهر وصوم عرفة وصوم ست من شوال والتاسع والعاشر من المحرم .. فالصوم رياضة للنفس تصوغها علي منهج الله بالصبر عن المحرمات والمكروهات .. والتدريب علي ترك الحلال والمباح مدة الصيام فلا تتحكم فيه شهوة .. ولا تقود نفسك إلي المهالك نزوة.. فتقوي بذلك عزيمتك أمام سلطان شهوتك.
ثم أوصيك بوالديك خيرا ً فطاعتهما من طاعة الله فالزم برهما.. ولا تقل لهما قولا ً لا يليق بهما..  ولا تحملهما من الطلبات ما لا طاقة لهما عليه.
 وأعلم أنه قد انتهت مسئوليتهما الشرعية عنك في النفقة بوصولك سن البلوغ فمالك عليهما من سبيل سوي محض فضل منهما يهبانك إياه .. فاستح أن تكثر عليهما الطلب .. وانته عن اختبار محبتهما لك بادعائك المرض أو المبالغة في التأخير خارج المنزل..  فلقد وصي الله الولد ولم يوص الوالدين لفرط المحبة الفطرية المودعة بهما ..
فلا تعاملهما علي نحو يفزعهما أو يثير قلقهما وأنت مطالب بترضية خاطرهما ..
واعلم أن العاق لأبويه لا تنتهي حياته في الدنيا إلا وقد شرب من نفس الكأس.. فلا يجد من يحسن إليه في كبره.. بل ربما لا يجد دارا ً للمسنين تؤيه .. كل هذا إلي جوار عقوبة الله في الآخرة تصليه .
ثم إنك يابني تتعلم في مدرستك لتعمل بعد التخرج وتعتمد علي نفسك.. فخذ أمورك بجد ولا تستهن بالعلوم.. فتؤجل المذاكرة إلي وقت يضيق عن التحصيل.. بل طالع الدرس أولا ًبأول..وأجلس إلي معلمك منتبها ً فإن العلوم تؤخذ مشافهة وعلي يد أهلها.. ولا تطل العكوف علي القراءة فتملها وروح لنفسك كي تستعيد نشاطها .
وعليك باستثمار وقتك فيما يفيدك..  ولا تضيعه فيما لا يعنيك.. فدع كل أمر لا يعود عليك فعله بالثواب.. وانته عن كل فعل يجر عليك عقاب.. فذلك فعل العقلاء أولي الألباب .
وطالع سير ومغازي نبيك وعش أحداثها بشغاف قلبك.. وخذ العبر منها لنفسك .. واجعل من شذاها عطر روحك واستفد من التاريخ والتجارب وتعرف علي ما وقع فيها من مثالب.. وابدأ من حيث انتهي الناس..  ولا تعد قط الكرة من حيث كان الخط أول مرة.. فالمسلم كيس فطن يعرف الشيء الثمين من العطين .
ووقر العلماء وأهل السبق والفضل.. وكذا جميع أقاربك من جهة الأصل.. وتفسح في المجالس.. ولا تتصدر.. وقم لكبار القوم ولا تتكبر.. وأعلم أن طلب العز بمعصية الله ذل كبير.. وابتغاء المكانة بغير حق فعل حقير .. ومعرفة المرء لنفسه أمر عسير .
واحترم أشقاءك الكبار واجعلهم في مقام الآباء الأبرار.. وأحسن إلي صغار إخوانك واشملهم بكامل رعايتك.. ولا تنازعهم طعاما ً ولا شرابا ً ولا ملبسا .. بل فضلهم علي نفسك يفضلونك علي أنفسهم.. واسع إليهم يهرولون إليك .
وصادق من أقرانك الأفضل.. وجنب نفسك منهم الأراذل .. فالمرء علي دين خليله.. وأخطر ما يفسد الشباب قرين السوء فاحذره ، وإذا عجزت عن إصلاح ما أعوج من أصدقائك فذره .
وكافئ من أسدي إليك معروفا..  وأعلم أن اليد العليا خير من اليد السفلي.. فلا تنظر لما فوق إمكاناتك فتحزن..  ولكن أنظر إلي من هو دونك فتحمد .. وتذكر أن ما عند الله خير وأبقي.. وأن ما عند الناس يبلي ولا يبقي .
وجالس من هم أكبر منك سنا ً وأكثر منك علما ً لتستفيد منهم وأصغ إلي مقالاتهم.. ولا تقاطع محدثك حتى ينتهي ..بل اجتهد في سنك هذه أن تكثر الاستماع لتتسع دائرة معارفك وتترعرع حصيلة معلوماتك .
وأقبل علي أضيافك بوجه بشوش .. وليكن مكانك قبالة الضيف لا جواره.. ولا تضع ساقا ً فوق ساق .. وأحسن وفادته..  وأكرم نزله وقدم له الموجود بسخاء نفس من غير تكلف .. ولا ترفع صوتك فوق درجة الإسماع.. واجعل كلامك واضحا ً معبرا ً .. ولا تكن ثرثارا ً تطيل الحديث فيمل سامعك ويضجر مسامرك ، ولا تظهر التململ للضيف من إطالة مكث أو إفاضة حديث بل احتسب ذلك عند الله تعالي.. واقتد برسولك محمد صلي الله عليه وسلم وهو يراوح بين قدميه وقد استوقفته عجوز تحدثه فلم يتبرم رغم إسهابها .
وتحل بالصدق في حديثك ولا تكذب ..وأحسن الظن بالناس ولا تحقق.. وتعود الصفح الجميل ولا تعتب.. وأوف بوعدك مع الخلق ولا تخلف .. وأحفظ لسانك من السب والشتم وبذيء القول بل وعوده جميل المنطق وحسن التعبير وفصاحة البيان .. وأفضل ما يساعدك علي ذلك حفظ جوامع الكلم.. وعلي رأسها تأتي أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم أقوال العلماء والحكماء وأشعارهم .
وتنبه إلي أن حفظ القرآن في صغرك يقيك خرف العقل عند هرمك .
وشاور أصحاب الرأي وأهل الخبرة فيما عرض لك وأشكل عليك..  والزم  الاستخارة فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار .
واحفظ لجارك حقه وبادله الزيارة  وغض بصرك عن محارمه وتجاوز عن هفواته وانصحه في سر لا في جهر.. وتصدق عليه إن كان فقيرا.. وهاده بما أمكنك ولو كان شيئا يسيرا ً..  وبادر في الإصلاح بين المتخاصمين من زملائك أو جيرانك وكن بينهما سفير خير لا سفير سوء .. لأن الأخير يفسد ذات البين بنقل كلام هذا إلي ذاك فيوقع بين الطرفين .
واكتم سر من استودعك سرا ً ولا تحدث به قط أحدا ً.. ولا تجلس في مجلس متناول الناس بالسوء ؟ بل أنصح الحاضرين بالكف فإن لم ينتهوا فاهجر الجميع علي الفور.. فذلك أحفظ لدينك وأنفع وأنكي لهم وأنجح .
وداوم علي الرياضة البدنية فهي تفرغ الطاقة الغضبية.. وتروح عن النفس وتجدد النشاط وتقوي البدن.. فزاولها ما استطعت بهمة ولا تركن إلي الكسل فتفوتك فوائدها الجمة .
وتعلم حرفة تقع موقع الهواية من نفسك فلعلك تحتاج إليها أثناء دراستك فتستفيد بمزاولتها علي سد نفقتك .
ولا تشغل نفسك بالسهر أمام التلفاز فذلك يضر بصحتك ويذهب بصفاء ذهنك ويضيع عليك صلاة الفجر الواجبة.. فاقتصر علي رؤية البرامج الدينية والعلمية وتابع أخبار المسلمين في العالم فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم..  وأعلم أن من كان يحفظ من أسماء الممثلين ولاعبي الكرة  القدم أكثر مما يحفظ من أسماء الصحابة والتابعين فهو قطعا ً من الهازلين الغافلين الذين يهتمون بسفاسف الأمور لا بمراشدها .
ونزه نفسك عن الاستماع للأغاني والموسيقي فكيف بالذي سمع كلام الله ووعي حديث الرسول الله أن تهفو نفسه إلي مثل هذا المجون الذي يحرك الغرائز ويثير الشهوة ويجر إلي الرذيلة.
ولا تقف عند نواصي الشوارع وقمم الطرق .. فإن دعتك إلي ذلك ضرورة أو حاجة فغض بصرك وأرشد الضال.. وأفسح المجال أمام المارة .
ولا تغتر بقوتك فتعتدي وتظلم..  واعلم أن الله لن يدعك حتى يعتدي عليك وتظلم.. فكما تدين تدان .
ولا تكابر إن لزمك الحق وتواضع دائما للخلق.. وأعلم أن من إجلالك لله إكرام ذي الشيبة المسلم.. فانظر إلي الكبير بعين التقدير فهو الذي سبقك إلي الطاعة.. وانظر إلي الصغير بعين التفضيل فذلك الذي سبقته إلي المعصية.. فبين التقدير والتفضيل يذوب الكبر ويذهب العجب ويتبلور التواضع .
واحفظ أذنيك عن سماع الغيبة .. ولسانك من قول الزور والنميمة ..وعينيك من شر النظرة المسمومة.. وبطنك من أن تكون وعاء لمحرم .
وحافظ علي نظافة ملابسك .. وتبرع بالقديم الصالح منها إلي الفقراء..  واخدم نفسك بنفسك.. واستح أن تطلب من أحد والديك شراء ما تريد.. أو صناعة ما تحب بل بادر أنت إلي خدمتهما حتى تنال رضاهما .
ولا تخجل من أن تحمل سلة الخضروات والفاكهة.. أو أن تقم (تكنس) منزلك أو تغسل ملابسك فكل ذلك دأب الرجال الذين يتحملون المسؤولية وتعقد عليهم الآمال  دون غيرهم .
وصل رحمك بالهدايا والزيارة وجميل القول .. وقف معهم في فرحهم لتهنيهم وفي ترحهم لتواسيهم .
ولا تجعل الغضب يسارع إلي قلبك وبادر إلي إزالة أسبابه.. واكبح جماح نفسك أن تعتدي قبل أن تستبين الأمر وتعلم فتعض أنامل الحزن علي ما أقترفت وتندم .
وخالف نفسك والشيطان وقاومهما بسلطان الإيمان..  وحاذر أن تقارف الذنب.. فإن زلت القدم فبادر إلي التوبة.. وأكثرالندم والبكاء في الظلم (بالليل) .
وتوكل علي الله بعد أخذك بالأسباب وكأنك لم تأخذ بها.. وعلق نجاحاتك بتوفيق الله لك لا بذكاء عقلك وسعة حيلتك .
واقبل هدية من أهداك ونصيحة من نصحك واشكر للجميع فضله.. ولا ترد سائلا ً ما استطعت وأمدد يد العون للفقراء والضعفاء ولا تستح أن تجالسهم واقض لهم ما أمكنك حوائجهم .
وتضرع بالدعاء إلي الله تعالي فهو سلاح المؤمنين وذخيرة الشاكرين..  وبه يكف الله عنك بأس الظالمين.. ويرفع عنك البلاء وينزل الغيث من السماء ويشفي العليل من الداء ويرفع الله به درجة الآباء..
ولا تستعجل إن لم تستجب دعوتك فتترك الدعاء لساعتك.. واعلم أن من الدعاء ما يدخر ليكون ثوابا ً عظيما ً لك بعد انقضاء العمر.. وأحسن الظن بالله بعد إحسان العمل ..ولا تترك العمل ركونا ً إلي واسع رحمة الله فتصيبك خيبة الأمل فذلك فعل الغافلين ودأب المفترين.. وسلم بقضاء الله تعالي وأرض به فلا يمنع حذر من قدر.. وما يقدره الله حتما يسير لا دافع له ولا مجير.. فلن تؤخر نفس إذا جاء أجلها ولن يفني عمر قبل بلوغ منتهاه..
ولا تنافس أحدا ً في أمر من أمور الدنيا .. واجعل سباقك إلي الآخرة لنيل المرتبة العليا.. وأحفظ عقلك من سقيم الأفكار والمقالات الضالة.. واجعل هديك في كتاب الله واقتداءك بسنة نبيه وإتباعك لسلفك الصالح ..
وقف مع نفسك كل يوم آخر النهار وقفة تراجع فيها نفسك فتري مدي تقصيرك في حق ربك فهذا فعل الصالحين ومنارة السالكين علي طريق رب العالمين.. " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "..
وختاما ً يابني فهذه جملة نصائحي لك.. فدقق فيها النظر واعمل فيها الفكر.. واسترشد بها في حياتك وأنت في مقتبل  العمر ومطلع الحياة.. تتحمل المسئولية وتشق طريقك نحو غد أفضل وأمل أرحب..  سائلا ً المولي سبحانه وتعالي أن يسدد خطاك ويلهمك الرشد ويوفقك إلي بذل الغالي والنفيس نصرة لدينك وإعزازا ً لأمتك واستردادا ً لأرض الإسلام السليبة . واعلم أن توفيق الله لا يؤتي إلا بإخلاص العمل لله وإتباعه سنه نبيه وشكر نعمته وقطع الآمال عن الدنيا ومد جسور الفلاح إلي الآخرة .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تحميل كل ما هو جديد من افلام واغانى واخبار واسلاميات ومسلسلات على مدونة لف استورى 2011 وبس

المصدر/ مدونة لف استورى 2011