صور شهداء 25 يناير

الخميس، 19 مايو 2011

تحميل أغنية :: محمد رحيم - تعرفي :: أغنية تامر حسني -

تحميل كل ما هو جديد من افلام واغانى واخبار واسلاميات ومسلسلات على مدونة لف استورى 2011 وبس


Hotfilehttp://multiprotect.info/1143818
Duckloadhttp://multiprotect.info/1143801

تحميل صورتين للشيخ عبود الزمر

تحميل كل ما هو جديد من افلام واغانى واخبار واسلاميات ومسلسلات على مدونة لف استورى 2011 وبس

http://n4hr.com/up/uploads/4643bf38ac.jpg
http://images.alarabiya.net/b0/0c/436x328_24903_141912.jpg

خطاب باراك اوباما إلى العالم العربي

تحميل كل ما هو جديد من افلام واغانى واخبار واسلاميات ومسلسلات على مدونة لف استورى 2011 وبس


Duckload
http://multiprotect.info/1143210


مشاهدة تقرير عن عبود الزمر واغتيال السادات فيديو يوتيوب

تحميل كل ما هو جديد من افلام واغانى واخبار واسلاميات ومسلسلات على مدونة لف استورى 2011 وبس


مشاهدة تقرير عن عبود الزمر واغتيال السادات فيديو يوتيوب

تابع عن عبود الزمر بعد خروجه من السجن


الزمر فى أول مؤتمر شعبى بعد إطلاق سراحه .. شرم الشيخ منبع الثورة المضادة ومبارك يتعامل بنظام الأرض المحروقة.. وطارق: قضينا حبساً إضافياً لرفضنا حضور ندوة مكرم محمد أحمد

تحميل كل ما هو جديد من افلام واغانى واخبار واسلاميات ومسلسلات على مدونة لف استورى 2011 وبس


واصل آل الزمر احتفالهم أمس، الاثنين، لليلة الثالثة على التوالى بالإفراج عن الشيخ عبود وطارق الزمر بعد 30 عاماً من السجن على خلفية التورط فى قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فى الحادث المعروف إعلاميا بحادث المنصة.



احتفال الليلة الثالثة اختلف عما قبلها فى أنه احتفال شعبى تم تخصيصه لأهالى وأقارب الزمر، ليكون بمثابة أول لقاء مباشر يجمع بينهما، يتحدث فيه الزمر عن 30 عاماً قاسية، قضاها خلف أسوار السجن العالية، وما لاقاه من إهانات، وما تعرض له من ضغوط وممارسات ومضايقات أمنية من أجل التنازل عن عقائده الفكرية، وثانى الاختلاف هو التنظيم الشديد فى احتفال الأمس على عكس ما سبقها.



معالم الاحتفال الذى شارك فيه 5 آلاف مواطن من كافة المحافظات، تمثلت فى تزيين دوار آل الزمر بستائر بألوان علم مصر، والاستعانة بوحدة تصوير كاملة لتسجيل المؤتمر الشعبى من بدايته لنهايته، وتجهيز مسرح يتضمن 3 كراسى يجلس عبود وطارق على اثنين، والثالث يجلس عليه منظم المؤتمر، ومن شدة الازدحام فى دوار آل الزمر فقد تم وضع شاشة عرض كبيرة خارج الدوار ليتمكن جميع الوافدين من متابعة المؤتمر.



بدأ عبود الزمر كلمته إلى 5 آلاف مواطن بتوجيه الشكر لهم ولأسرته الصغيرة على العناء والمشقة التى تكبدوها طيلة 30 عاماً، قائلاً: "أسرتى هى سندى فى محنتى"، وأضاف الزمر أنه تعرض لضغوط كبيرة من قبل النظام السابق للدخول معهم فى مساومات من أجل الإفراج عنه"، قائلا: لقد استشرت زوجتى " أم الهيثم "، وقلت لها: "يا أم الهيثم أتعرض لمساومات لا أقتنع بها فكرياً"، فردت على قائلة: "ارفض واثبت على عقيدتك التى دخلت عليها السجن".



تحدث الزمر بعد ذلك عن قصة إصابته بشظية فى يده بالسجن، يقول: "كنت وطارق الزمر نقيم فى مستشفى السجن، وفوجئنا بعدد كبير من المساجين الجنائيين يقتحمون المستشفى فى محاولة للاختباء من أفراد الأمن بالسجن، الذين كانوا يطلقون الأعيرة النارية بعد حالة الفوضى، ومحاولتهم الآلاف من المساجين الهروب".



ويضيف عبود: "إن المساجين الجنائيين طلبوا منه أن يكون المفوض باسمهم مع قوات الأمن، ودفعوا به للإمام حتى وصل إلى الباب الرئيسى، وقام الأمن بإطلاق النيران، فتعرض للإصابة بشظية فى يديه، ومن بعد تلك الواقعة تم نقله إلى سجن ملحق المزرعة بطره".

الأسلوب القصصى الذى يمتلكه الزمر دفع جميع الحاضرين فى آل الزمر للاستماع والانتباه إليه دون أى حركة يميناً أو يساراً، خاصة أنه تحدث دون أى خطوط حمراء عندما وصف مدينة شرم الشيخ ببؤرة الفساد، وأرجع ذلك إلى وجود الرئيس السابق محمد حسنى مبارك فيها رغم تنحيه عن الرئاسة وإسقاط نظامه، وهو الأمر الذى يتناقض مع أى حاكم يسقطه شعبه من أن يرحل عن البلاد تماماً.

وأضاف الزمر أن وجود مبارك بشرم الشيخ أكبر خطر على الثورة واكتمال نجاحها، مدللاً على ذلك بأن مبارك قد ذكر فى أكثر من تصريح له قبل التنحى أنه إما الإبقاء عليه حتى الانتهاء الرسمى لمدة رئاسته فى سبتمبر المقبل أو دخول البلاد فى فوضى، بمعنى أن مبارك يخير الشعب بينه وبين الفوضى، وهو ما يعكس أسلوب تعامله بالتهديد بما يماثل أسلوب "نظام الأرض المحروقة"، وهو أن يخلف وراءه حرائق فى كل أرض يتركها.

وشدد الزمر على أن تحركات أجنبية تبدأ من شرم الشيخ، وتصب فى نطاق الثورة المضادة أبرزها أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة التى اندلعت الأسبوع الماضى، وهى الأحداث التى تدفعنا نحو صراعات، لا نريد الدخول فيها، لأنها تشغلنا عن الهدف الأساسى فى الوقت الحالى من السير نحو اكتمال نجاح الثورة.


وفى إطار تأييد الزمر للحكومة الانتقالية والمجلس العسكرى، ودورهم الإيجابى فى الحفاظ على نجاح الثورة وملاحقة الفاسدين ورموز النظام السابق، كشف الزمر عن أن سامى عنان، رئيس الأركان الحالى للقوات المسلحة، كان صديقه وزميله ودفعته فى الكلية الحربية.

ومن المفارقات اللطيفة فى كلمة عبود، أنه توقف لدقيقة يشرب فيها كوب مياه، فإذا برجل يقف مرة واحدة ويصيح بأعلى صوته "يسقط يسقط النظام السابق.. يسقط يسقط النظام السابق"، فرد عليه عبود مبتسماً: "ما هو النظام سقط خلاص"، فضحك جميع الحاضرين ثم استأنف حديثه مرة ثانية.

فيما بدأ الدكتور طارق الزمر حديثه بالتأكيد على دور شباب الصحوة الإسلامية فى نجاح الثورة، مرجعاً ذلك إلى أنهم كانوا الأحوج إلى تلك الثورة، لما عانوه فى الثمانيات والتسعينات من مضايقات أمنية وتعذيب وإهانة بالسجون المختلفة.

وأضاف الزمر أنه وعبود استمدا صمودهما داخل السجن طيلة تلك المدة من واقع آثار التعذيب على المعتقلين الإسلاميين، المتمثلة فى كسر فى الجمجمة والعمود الفقرى والإصابة بأمراض ربو وضيق تنفس وقلب.

وأوضح طارق أن نظام مبارك لم يكن يمتلك سوى 5 أوراق أهمها هى الفتنة الطائفية، ومن ثم فعلى الأقباط أن يعلموا أن استدراجهم لتلك المنطقة هى استجابة لبقايا النظام السابق، والتى دائما ما ربح من ورائها فى استمرار العمل بقانون الطوارئ وتشريع قانون جديد لمكافحة الإرهاب.



وقص طارق عدداً من المواقف الصعبة التى تعرض لها وعبود، والمعبرة عن الثبات طيلة الـ30 عاماً الماضية، وكيفية معاملة عبود لهم، قائلا: عبود كان يتعامل مع كبار قيادات أمن الدولة بالمبادئ العسكرية، فكان يقول لهم أنا أتعامل معكم بمبدأ الدفاع الثابت، وهو أننى لا أهاجمكم، ولكن أستفيد من أخطائكم، ومن ثم لدى طرق أخرى من بينها الهجوم والدفاع النشط.

وأضاف طارق أن كبار قيادات أمن الدولة كانوا يستخفون بحديث عبود وقتها، غير أنه بدأ الهجوم بالفعل عندما كتب مقالاً قبل سنوات تحت عنوان "كيف أضر حبيب العادلى بالأمن القومى"، وهو المقال الذى لم يجعل العادلى يفارق النوم ليال طويلة، وأكد طارق أنه لمن العجب أن يكون ذلك المقال محل تحقيقات حاليا بالنيابة العامة وتوجه نفس الاتهامات التى ذكرها عبود إلى العادلى.

وأشار طارق إلى أن أحد قيادات أمن الدولة كان يضغط عليهما بقوة للتفاوض بعد التعذيب الشديد للمعتقلين الإسلاميين فى السجون، غير أن عبود رفض بحجة أنه لا يتفاوض مع أمن الدولة، ولا يتنازل عن معتقداته وأفكاره، ويضيف طارق أنه قال لضابط أمن الدولة وقتها: "يجب أن تعلم أن عم الشيخ عبود رفض الاستسلام فى حرب أكتوبر ووقف على أرض سيناء حتى دهسته جنازير الدبابات الإسرائيلية، فهذا هو ثبات العم، فكيف يكون ثبات الشيخ عبود".



وأوضح طارق فى نهاية كلمته أنه وعبود عرفا أنهما سيقضيا طيلة حياتهما فى السجن، ولن يخرجا حتى بعد انقضاء مدة العقوبة الأصلية المحكومة عليهما بها بعد رفضهما حضور أحد اللقاءات التى كان يجريها مكرم محمد أحمد، الذى كان يشغل رئيس تحرير مجلة المصور وقتها.

ويقول طارق: "إن مكرم كان يعمل لتحسين وجه النظام ويروج لتأييده وسياساته، وهو الأمر الذى تعارض معنا، وعندما رفضنا الحضور، قال لنا أحد القيادات الأمنية وقتها، إنكما لستما محبوسين فقط على ذمة قضية اغتيال السادات" بما يعنى أنه لا إفراج بمجرد انقضاء مدة العقوبة.



حوار مع الشيخ عبود الزمر

تحميل كل ما هو جديد من افلام واغانى واخبار واسلاميات ومسلسلات على مدونة لف استورى 2011 وبس


أجرى الحوار معه الصحفي عبد المنعم جمال الدين منيب

لقد أرسل الصحفي الأستاذ عبد المنعم جمال الدين منيب  لمركز المقريزي بتاريخ 14 ربيع ثاني 1432هـ الموافق 19 مارس 2011م حواراً أجراه مع الشيخ عبود الزمر ونحن ننشره كما ورد إلينا:
عبود الزمر وصفته أجهزة الإعلام عندما قاد عملية اغتيال السادات عام 1981 بأنه الرجل الغامض أو الرجل اللغز أو رجل الأسرار, حيكت حوله الكثير من الحكايات بعضها حقيقي و أكثرها كان من قبيل الأساطير, لكن رغم أنها جميعها لم تكن تعكس الحقيقة في أكثر الحالات إلا إنها عكست شيئا آخر هو تلك الأهمية و ذلك الاهتمام الذي لم ينفك عن شخصية ذلك الرجل لعقود ثلاثة, و ليست هذه هي الصفة الوحيدة التي لصقت بمقدم المخابرات الحربية السابق عبود الزمر لفترة طويلة لكنه تم وصفه أيضا بانه أب روحي و رمز للتيار الإسلامي الجهادي, ذلك التيار الذي لم يكن في يوم من الأيام أقوى التيارات الإسلامية و إن ظل في كثير من الأوقات هو الأعلى صوتا بين هذه التيارات بسبب طبيعته الفكرية والتنظيمية.
عبود عبد اللطيف حسن الزمر من مواليد قرية ناهيا بمحافظة الجيزة في 19 أغسطس عام 1947, التحق بالكلية الحربية عام 1965 و تخرج منها في الدفعة 51 عام 1967 عقب النكسة مباشرة (و بالمناسبة هي نفس دفعة رئيس الأركان العامة الحالي للجيش المصرى الفريق سامى عنان), و انخرط الزمر في شعبة الاستطلاع بجهاز المخابرات الحربية و هو برتبة ملازم أول, و شارك في عمليات خلف خطوط العدو في حرب الاستنزاف ثم في حرب أكتوبر 1973 و قد حصل على ترقية استثنائية في ميدان القتال أثناء حرب أكتوبر 1973 فترقى إلى رتبة نقيب بسبب جهوده في العمليات الحربية, وقد حصل على العديد من الدورات المتخصصة منها فرقة الصاعقة و فرقة المظلات و فرقة رؤساء استطلاع اللواءات و فرقة استطلاع الفرق, كما شارك في العديد من عمليات التخطيط و التدريب لجهاز المخابرات الحربية على مستوى القوات المسلحة كلها, و في عام 1978 حصل عبود الزمر على درع القوات المسلحة و المركز الأول في تدريبات الجيش المصري و شهادة تقدير من إدارة المخابرات الحربية و الاستطلاع وكان وقتها برتبة رائد.
عبود الزمر كان هو ضابط الجيش الأرفع رتبة في مجموعة الـ 24 شخصا الذين تمت محاكمتهم بتهمة اغتيال الرئيس السابق أنور السادات في خريف 1981.
و لكن ما هي قصته مع اغتيال السادات و مع تنظيم الجهاد الذي اغتال السادات؟
اتجه عبود الزمر للتدين و العمل في صفوف الحركة الإسلامية عام 1979 بتأثير من ابن خالته طارق عبد الموجود الزمر (و هو ابن عمه في نفس الوقت و شقيق زوجة عبود) و بدأ المواظبة على صلاة الجمعة بمسجد أنس بن مالك بالمهندسين ليبدأ رحلته مع الدعوة الإسلامية من خلال خطب الشيخ إبراهيم عزت زعيم جماعة التبليغ و الدعوة في مصر آنذاك, و كان مسلك الشيخ إبراهيم عزت أقرب للتصوف الصافي من حيث الاهتمام بتهذيب النفس و تقويم السلوك ليصبح الإنسان مستقيما على تعاليم الإسلام بعيدا عن الاهتمام بشئون السياسة و المجتمع و مشاغلهما و لكن الطبيعة السياسية و العسكرية لعبود الزمر حالت بين عبود و بين الانخراط في هذا المسلك بالكلية فهو إنما أخذ من طريقة إبراهيم عزت ما يجعل به سلوكه هو و أسرته متسقا مع تعاليم الإسلام ليرسخ بذلك مسلكه الجديد بينما توجه بفكره السياسي للبحث عن حل إسلامي للمشكلات العامة التي تمر بها البلاد , فبدأ يقرأ في تفسير القرآن لابن كثير و مجموع الفتاوى لابن تيمية ثم عرج على كتب إسلامية فكرية كان من أهمها بالنسبة له كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" لأبي الحسن الندوي و "ماذا يعني انتمائي للإسلام" لفتحي يكن و "معالم في الطريق" لسيد قطب و "رسالة الإيمان" لصالح سرية و "جند الله ثقافة و أخلاقا" لسعيد حوى, و في الوقت الذي اختمرت فيه لديه فكرة القيام بانقلاب عسكري ضد نظام الرئيس السادات فوجئ بطارق الزمر يعرض عليه التعرف على داعية إسلامي كثيرا ما مدحه طارق أمام عبود, هذا الداعية كان المهندس محمد عبد السلام فرج أحد أبرز مؤسسي تنظيم الجهاد حينئذ.
و تم اللقاء فعلا في عام 1980 بين عبود و محمد عبد السلام و أصبح عبود الزمر منذئذ أحد قادة تنظيم الجهاد الذي كان محمد عبد السلام بصدد تأسيسه في ذلك الوقت متفرعا في ذلك عن تنظيم الجهاد الأصلي الأكثر عددا و الذي كان قد تم حله عام 1979, و من هنا جاء دور عبود في اغتيال السادات حيث شارك في التخطيط كما أمد المنفذين بقدر من الذخائر التي استخدمت في الاغتيال, و من هنا دخل عبود السجن مع تولى حسنى مبارك الحكم قبل 30 عاما و لم يخرج منه إلا بعد خروج مبارك من الحكم و كان طلوع عبود من السجن يوم السبت 12 مارس الماضي, و كان للجريدة حوارا معه حاولنا فيه أن نستكشف آراء الرجل و نرتاد معالم تفكيره المستقبلي لاسيما و أنه ينوى أن يخوض غمار العمل السياسي في مصر مستغلا الزخم الذي أحدثته ثورة 25 يناير, و في البداية سألناه:

يتهمك البعض بالتطرف أو الإرهاب فما تعليقك؟
اتهامنا بالتطرف و دعم الإرهاب هي عادة النظام السابق و أظن أنها سقطت بسقوط النظام السابق, و نحن الآن ندعم حكومة د.عصام شرف و نؤيد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في خطواته الإصلاحية و نطالب بإعطاء الفرصة لهما للقيام بدورهما بلا معوقات, و نرفض قطع الطرق بالمظاهرات و الاعتصامات, فهذه الاحتجاجات كان لها مبررها قبل الآن بسبب مظالم النظام السابق أما الآن فيجب إعطاء الفرصة لحكومة شرف و للمجلس العسكري.
 إذا كنت غير إرهابي فلماذا ساعدت في قتل السادات؟
وقتها كان  أفق التغيير السياسي مسدود و كثر ظلم السادات و استفحل استبداده و لم يكن هناك أي آلية دستورية أو شعبية للتغيير, و هنا كان اجتهادنا بالثورة عليه عبر المزج بين آليتى الانقلاب شبه العسكري و الثورة الشعبية, و في إطار ذلك جاء اغتيال السادات.
إذن أنت غير نادم على اغتيال السادات؟
طبعا غير نادم.
لكن ألم تجد أن مبارك أسوأ من السادات؟
نعم لكن هذا كان في علم الغيب, كما أننا كنا نهدف لقتل كل من كان في المنصة بما في ذلك مبارك لكن عدد من القنابل لم ينفجر فنجا  مبارك بأعجوبة, و من الطرائف أن مبارك عندما اقتادته المخابرات الحربية بعد العملية لتخرج به من ساحة المنصة و لتحميه من أى مخاطر باعتباره نائب الرئيس فإنه ظن أنهم عناصر تابعة للمحاولة الانقلابية فارتعد و قال لهم "انا ماليش دعوة انا كنت بنفذ أوامر".
لكن ماذا عما يقال عن أن إغتيال السادات كان مؤامرة حيكت بينكم و بين مبارك للتخلص من السادات؟
طبعا هذا الكلام ليس منطقيا إذ كيف نهاجم المنصة بقنابل يدوية و مبارك موجود بها و نكون متفقين مع مبارك علما بأن القنابل لا تميز أحدا, و لو كنا نريد إغتيال السادات وحده كما زعم البعض لكنا قتلناه قبل ذلك بفترة لأنه كان في متناول أحد رجالنا من عناصر الشرطة العسكرية في إستراحة القناطر و كان رجلنا هذا حارسا على السادات هناك و مسلحا ببندقية آلية, لكننا لم نحاول قتله هناك لأننا كنا نستهدف النظام كله, و لو أننا عملاء لمبارك أو غيره كما يزعم البعض فلماذا تركنا في السجن طيلة 30 عاما هي كل عهده!
لماذا فعلا أصروا على استمرار حبسكم رغم أنكم كنتم أنهيتم مدة العقوبة المقررة عليكم أنت و طارق الزمر؟
كان جهاز امن الدولة يساومنا على الخروج من السجن مقابل أن نمتنع عن أى عمل سياسي معارض للنظام لكننا صبرنا و لم ننكسر حتى نصرنا الله عليهم عبر ثورة 25 يناير و خرجنا بعزة و بلا شروط.
كيف رأيت فترة سجنك؟
نحن صبرنا بفضل الله تعالى و توفيقه و كنا نرى أننا في سجن صغير بينما المصريون جميعا في سجن كبير.
لماذا فشلت ثورتكم و نجحت ثورة 25 يناير 2011؟
أيام السادات كنا نعد تنظيمنا للقيام بالثورة المسلحة لكن انكشف التنظيم عبر أجهزة الأمن و تم إجهاضه فضلا عن أن قدراتنا لم تكن قد اكتملت أصلا فاضطررنا للتحرك بـ 10% فقط من القدرة اللازمة إذ كان من المقرر أن نقوم بعملنا الثوري عام 1984 و ليس 1981.
و ثورة 25 يناير؟
مع مرور الزمن حدثت متغيرات كثيرة هى التى أدت لنجاح ثورة 25 يناير مثل انتشار الاعلام الدولي متمثلا في الفضائيات و الانترنت و قدرتهما الفائقة على متابعة الأحداث و بثها أولا بأول مهما كانت القيود و الحواجز الأمنية و ايضا استخدام الانترنت للتواصل و التعبئة للثورة هذا فضلا عن تفاقم مظالم و مفاسد النظام السابق مع نجاح النموذج التونسى في تحقيق نتائج تغيرية واضحة الأمر الذي رسم للناس الطريق مع وجود مخزون ضخم من السخط الشعبي على النظام بجانب الحماية الدولية للإعلام الدولي و الدفاع الدولي عن المتظاهرين و الإعلاميين و إن بأساليب دبلوماسية مع قوة الرأي العام الدولي و كل ذلك ساهم في نجاح ثورة 25 يناير لكن نحن لو كنا فجرنا ثورة شعبية سلمية في الماضي كان يمكن للنظام أن يسحقها بأدواته الأمنية دون أن يسمع عنها أحد.
معنى هذا أنك أيدت سلمية هذه الثورة؟
طبعا.
لو كنت موجودا خارج السجن وقت الثورة على رأس تنظيم الجهاد هل كنت تختار الثورة السلمية أم كنت ستحتكم للسلاح؟
كنت سأختار الثورة السلمية.
و لو كنت ضابطا في الجيش وقت الثورة ماذا كنت ستفعل؟
كنت سأدعم الثورة بكل ما أملك.
هل ممكن أن تتكرر مبرراتك لاستخدام القوة ضد الحاكم الآن؟
لا .. الآن توجد آلية الشارع للضغط على الحاكم أو تغييره, كما أن الدستور الجديد المأمول لابد ان يحتوى على آليات محددة و واضحة لمحاسبة الحاكم و مراقبته و تغييره إن لزم الأمر. 
احكي لنا كيف تراءت لك أحداث الثورة و أنت في سجنك؟
عندما بدأت الاحتجاجات يوم 25 يناير تابعتها كاحتجاج عادي و مشروع و دعوت اخواني لدعمها, و لكن عندما بدأ سقوط شهداء الثورة و تخضبت أحداثها بالدماء الطاهرة أدركت أنها تحولت لثورة و توقعت أن سقف مطالبها سيرتفع, و عندما هاجم النظام بالحمير و الجمال و البلطجية ثوار ميدان التحرير علمت أن النظام أفلس, لكننى فهمت ان مبارك لديه اصرار على مقاومة إرادة الشعب حتى النهاية, لكن الجيش اتخذ أول خطوة هامة و هي اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة دون رئيسه الذي كان وقتها هو حسنى مبارك, و هذا كان معناه أن الجيش قرر الخروج على طاعة مبارك و أنا أيدت وقتها المجلس العسكرى, و قد أعجبني وقتها تكاتف الشعب المصري بكافة فئاته في ميدان  التحرير و في كافة أقاليم مصر و التفافهم جميعا حول المطالب العامة للشعب المصرى دون رفع أى مطالب خاصة أو فئوية.
و كيف ترى مستقبل مصر بعد الثورة؟
أنا قلق من وجود مبارك في شرم الشيخ الآن , لأنه ينبغي وضعه رهن الإقامة الجبرية و تحت الرقابة الأمنية, لأنه يهدد أمن مصر القومي, و مبارك بدعوى الأمن القومي كان يحبس الشخص عشرة أو عشرين عاما لمجرد انه قرأ القرآن في المسجد, و مبارك قد اقترف مظالم كثيرة و ارتكب جرائم كثيرة في حق مصر و المصريين, فينبغى تقديمه للعدالة و يجب أن يحاسب.
إذن هل أنت قلق على مستقبل مصر الديمقراطي؟
لا.. أنا أظن أن مصر داخلة على ديمقراطية حقيقية, لأن الشارع المصري أصبح ضابط امان سيخشاه أى نظام.
هل ترى أن الجيش المصري له اطماع في الحكم؟
لا أظن ذلك, و بعض قادة المجلس العسكرى انا أعرفهم جيدا و الدليل على عدم طمعهم في الحكم أنهم ساندوا الثورة و وقفوا موقفا قويا من الرئيس السابق, كما انهم مصرون على تسليم السلطة لحاكم مدنى بعد 6 شهور رغم وجود دعوات كثيرة لتمديد مدة الحكم العسكرى الانتقالي و لو كان لهم مطامع لتلكئوا في تسليم السلطة لمدنيين.
هل سترشح نفسك لإنتخابات الرئاسة؟
لا.
كيف لا و أنت سبق و أن حاولت ترشيح نفسك أيام مبارك؟
رشحت نفسى وقتها و انا أعرف أن ترشحى لن يقبل أنما كان هدفنا مقارعة النظام الحاكم السابق و إثارة الصراع الفكرى و السياسي معه لإبراز منهجنا العقائدى و السياسي في مواجهة منهجه هو و حزبه الحاكم, أما الآن فهناك الكثيرون ممن هم أنسب منى للترشح لهذا المنصب و القيام بمهام المنصب بأفضل طريقة و مصر ملئ بالأكفاء.
إذن ما هو دورك السياسي في الفترة المقبلة؟
دورى هو العمل على دعم الوجود السياسي للحركة الاسلامية في مصر و دعوة المعتزلين عن العمل السياسي للإنخراط في العمل السياسي و لم شمل الاسلاميين في جبهة سياسية واحدة أما المشاركة المباشرة فهى دور مؤجل لأنها تتعارض مع القيام بدور الوسيط المقبول بين كافة القوى الاسلامية الموجودة في الساحة.
من الذي ستدعمه في إنتخابات الرئاسة المقبلة؟
لكل حادث حديث.
ألا ترى أن الحركات الاسلامية داخلة على مرحلة من التناحر السياسي لا سيما بعد اعلان أكثرها عن السعى لتكوين أحزاب جديدة كلها اسلامية و منفصلة عن بعضها البعض؟
لا أظن ذلك ربما تتعدد الأحزاب الاسلامية لكنهم جميعا سيأتلفون في جبهة سياسية واحدة كما أن هذه الجبهة سوف تتحالف و تنسق مع سائر قوى المعارضة الشريفة الأخرى.
هل فعلا سيتم اجتماع قريب لمجلس شورى الجماعة الاسلامية بوجودك أنت و طارق الزمر؟
لا .. أنا و طارق لن نحضر أى اجتماع مثل هذا إلا بعد إعادة هيكلة مجلس شورى الجماعة و ترتيب إجراءات تغيير قيادة الجماعة الاسلامية عبر انتخابات حقيقية و نزيهة تعبر عن إرادة و آمال قواعد الجماعة.
ما هي رؤيتك للتعامل مع أوروبا و الولايات المتحدة الآن؟
لقد سقطت أدوات النظام السابق التى كان يثير بها فزع الغرب من كل شئ يمت للحركة الاسلامية بصلة, و الآن سيمكننا التعبير بأنفسنا و بلساننا عن سياستنا تجاه الغرب في إطار من الرؤية الصحيحة لحقيقة المصالح المشتركة.
هل معنى هذا أنك قد يحدث اتصال مباشر بينك و بين أي من القوى الغربية؟
في السابق كان كل من يحدث بينه و بين الغرب أى اتصال فإنهم يتهمونه بالعمالة, أما الآن فالنظام السابق سقط بينما حقنا المشروع في توضيح و شرح قضيتنا لأى جهة لم و لن يسقط أبدا, و في المرحلة المقبلة سيتمكن الاسلاميون من التعبير عن مواقفهم بوضوح لكل الجهات.
كيف ترى علاقات مصر مع محيطها العربي بعد الثورة؟
نأمل أن تسير علاقات مصر مع محيطها العربي في إطار دورها الريادي المتوقع بعد الثورة المصرية تلك الثورة التى حررت مصر من نظام مبارك الذي اهان دور مصر الإقليمي والعربي .
كيف تأمل ان تسير علاقات مصر مع كل من تركيا و ايران في الفترة المقبلة؟
أحب أن يتم التوافق مع تركيا و ايران في إطار التنسيق لإيقاف الغطرسة الإسرائيلية في المنطقة و التصدى لسياساتها العدوانية.
* تاريخ نشر الحوار 19 مارس 2011م

حوار هام للشيخ عبود الزمر مع جريدة الأسبوع

تحميل كل ما هو جديد من افلام واغانى واخبار واسلاميات ومسلسلات على مدونة لف استورى 2011 وبس


حاوره/ السيد حمال الدين
· مطلع الشهر الجاري يدخل القيادي الجهادي عبود الزمر عضو مجلس شوري الجماعة الإسلامية عامة الثلاثين خلف قضبان السجون والمعتقلات .. خلالها تبدلت أحداث ومواقف ولدت أجيال ، سقطت أسوار ، وانهارت أنظمة ، لكنه ظل ثابتاً علي موقفه وعلي مبادئه .
· نعم تعامل مع مبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة الإسلامية صيف 1997 .. ووافق علي ما جاء فيها ، فهي كما يقول في حواره مع الأسبوع حقنت الدماء وأنهت الأزمة بين التيارات الجهادية والنظام الحاكم في مصر.
· لعبت السيدة أم الهيثم " زوجة عبود الزمر" دوراً مهماً في إجراء هذا الحوار ، نقلت أسئلتنا له داخل السجن حتى يجيب عنها كون الظروف الاستثنائية التي يمر بها .. تحول دون إجراء أي حوارات مباشرة.
· هذا الحوار يختلط فيه السياسي بالدعوي ، نحاول من خلاله الإطلاع علي شخصية هذه القيادة الروحية التي تأثر بها ألاف الشباب في سنوات الاحتقان والعنف ، كما لايزال مصدر إلهام بحكم الكاريزما التي يتمتع بها حتى الآن وإلي تفاصيل الحوار ..
· في شهر أكتوبر تبدأ أنت والدكتور طارق الزمر العام الثلاثين وراء الأسوار ما شعورك؟
· الإنسان الذي يضحي من أجل مبادئه يشعر دائماً بمزيد من الراحة مهما كانت الصعوبات .. ثم إن الرضا بقضاء الله وقدره هو الذي يعطي الصبر والثبات.. ويرفع الروح المعنوية .. وكل ذلك من فضل الله تعالي وأسأل الله القبول وحسن الخاتمة.
· كيف تقيم مبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة الإسلامية بعد 13عاماً من طرحها؟
· أسهمت المبادرة في الخروج من الأزمة وحقن الدماء إلي جانب نجاحها في الإفراج عن الكثير من المعتقلين ..صحيح كان الإفراج بطيئاً ولكن في النهاية لم يبق في المعتقل إلا مئات وبعض المسجونين الذين نأمل أن يتم الإفراج عنهم بثلاثة أرباع المدة التي انتهت بالفعل .. حتي يتم إغلاق ملف الصراع الدامي إلي غير رجعة.
· وماذا عن موقف أجهزة الأمن من أصحاب المبادرة وعودتهم إلي الأنشطة المختلفة بعد الخروج من المعتقلات؟
· هنا نحتاج إلي وقفة ، فالسلطات كانت قلقة من عودة الجماعات الإسلامية إلي الساحة فقيدت حركتها بشكل كبير .. ولم تسمح لها بالتواجد علي أرض الواقع كما كانت، ولكنها تركت مساحة الكتابة في الصحف أو علي شبكة النت للتعبير عن الرأي .
· وبالتالي ظلت هذه الجماعات ليس لها وجود يذكر في الشارع السياسي ، وفي رأيي أن هذا خطأ كبير من جانب النظام حيث إن عودة هذه الجماعات برؤيتها الجديدة خير من الصمت ، لأن هذه الكيانات حين تتكلم تنقل خبرة كبيرة في مجال الممارسة فينعكس ذلك علي المجتمع بالفائدة .. فلا نجد هناك أفكاراً خاطئة أو معتقدات فاسدة ، وكذلك تنحسر موجات العنف وتبزر حكمة الداعية إلي الله ، فلا بد من فتح الأبواب أمام التيار الإسلامي كي يصر الناس بما فيه صالحهم ويحمي المجتمع من هجمات التغريب التي تنال من تقاليدنا وأخلاقنا وديننا.
· طالت مدة احتجازكم في السجن رغم انتهاء الحكم قبل عشر سنوات فهل تتوقعون انفراجة قريبة ؟
· لا يبدو أمامي في الأفق شيء فلا يوجد أي اتصال أو حوار بيني وبين الحكومة .. والحقيقة أن الحكومة تكرهنا .. كما تكره كثيراً من الدعاة والساسة الوطنين وهذا شرف لنا وعلامة جودة !! فنحن لا نغضب لذلك ويكفينا حب عامة الشعب والقوي الوطنية التي تدعمنا بالكلمات الطيبة والدعاء لنا..ولاشك أن أملنا في الله لا ينقطع فهو صاحب الأمر والقادر علي كل شيء .
· وسط المطالبين بالمشاركة في الانتخابات والداعين لمقاطعتها ..أين أنت من ذلك؟
· الأصل هو المشاركة لما فيها من الحيوية و الحركة نحو تحقيق الإصلاح ولا شك أن مدافعة الشر وتقليله لا تكون بالسلبية ..خاصة أن إمكانية التزوير متاحة ! كما أن فرصة عرض المناهج علي الشعب تفوت عند المقاطعة وهي خطوة ضرورية لتوصيل المفاهيم الوطنية علي المقاطعة لمصلحة راجحة فتضع النظام في مأزق علي المستوي الدولي .. ويتحقق من وراء ذلك نتائج أفضل مما لو تمت المشاركة .. فتكون المقاطعة هنا هي الاختيار الأمثل ومن المهم أن تكون هناك خطة تالية للمقاطعة حني لايتجاوز النظام الموافق بعد انتهاء الانتخابات وظهور النتائج كعادته في تجاهل الواقع بما فيه انتقادات واسعة النطاق.
جوانب شخصية
· لا شك أنك تأثر كثيراً بالمدة التي أمضيتها في السجون والمعتقلات وهذا يدفعنا للبحث في الجوانب الشخصية لعبود الزمر ..من أقرب صديق لك؟
· كل من أجد فيه معني الوفاء .. ويحفظ السر .. ويخفف الألم .. ويشارك في الأحزان .. ويفرح معي في الأفراح .. ويصارحني بعيوبي.. ويخلص في النصح ولا يوغر صدري نحو إخواني .. ويعينني علي طاعة الله .. ويتفهم الدور الذي أقوم به .. ولا يعطلني عن عملي .. فهو صديقي .
· وسط سنوات الانكسار والسجن حدثنا عن لحظات السعادة في حياتك؟ 
· بشكل عام لحظة السعادة هي كل لحظة أدخل فيها السرور علي قلب مسلم .. خاصة إذا كان الأطفال الصغار والأيتام بشكل أكثر خصوصية .
· وهناك لحظات سعادة لاتنسي وهي عندما شاهدت تحطم خط بارليف وكنت علي الجبهة أراقب من إحدي نقاط الملاحظة أثر المدفعيات والصواريخ التي تقصف الحصينة والنيران تشتعل في المعدات الإسرائيلية ..فكانت هذه مشاهدة سعيدة بعد الشعور بمرارة الهزيمة في 1967.
· وماذا عن لحظات الغضب؟
· أغضب حين أري المنكر أو الظلم يقع علي أحد المواطنين .. فلا أهدأ حتى أفعل ما يمكنني عمله طبقاً لقدراتي .. فإما أن أتدخل مباشرة .. وإما أن أنصح بالكلام .. المهم أنني لا أقف مكتوف اليدين.
· كيف تراجع نفسك؟
· أراجع نفسي كل ليلة قبل النوم لأنني معتاد علي مراجعة تصرفاتي بشكل يومي حتى أكون مطمئناً علي سلامة ما أقوم به في حياتي .. فإذا وجدت خطاً في حق أحد عزمت علي تداركه في اليوم التالي مباشرة .. ولا أجد أي غضاضة في تصويب أخطائي .. لأننا بشر ووقوع الخطأ منا أمر وارد فلابد من التقويم للأعمال بصفة دورية حتى نصحح مسيرتنا في الحياة.
· ما أشد لحظات حياتك تأثراً؟
· كانت ليلة 15/4/1982وصباح هذا اليوم فهمت أن تنفيذ حكم الإعدام في خالد الإسلامبولي ، ومحمد عبد السلام فرج ، وعبد الحميد عبد السلام ، وحسين عباس ، وعطا طايل ، سوف يتم .. حيث تم ترحيل المدنين منهم إلي سجن الاستئناف .. وبقي معي العسكريون في نفس العنبر وهما خالد وحسين .
· ولقد سمحت إدارة السجن الحربي بأن يودع بعضهم بعصاً فسلموا عليّ تباعاً وهم في صحبه رجال الشرطة العسكرية الذين حضروا للتنفيذ .. ولقد بكيت كثيراً لفراقهم بل تمنيت لو أنني أخذت معهم بطريق الخطأ .. فلقد كانت صحبه طيبة وصالحة فترة المحاكمة لا ينقطع صوت الدعاء وقراءة داخل العنبر الذي كنت أعيش فيه قبل التنفيذ.
· من أكثر الناس احتراماً من وجهة نظرك؟
· كل صاحب قضية يدافع عنها بشرف وأمانة لا يبيع مبادئه .. لا يضعف أمام الضغوط بل يصدع بكلمة الحق غير هياب وأجره علي الله.
· أين نجدك؟ 
· في الموقف الذي أدافع فيه عن المظلومين وأجتهد لأن أكون في الجانب الصواب وأدور مع الحق حيث دار .
· متي نفتقد عبود الزمر ؟
· لا أحب الصراعات الداخلية في العمل .. وأكره الوقوف أمام أخطاء البشر للتتبع لا للتدبر .. وكذلك أكره الجدل وإضاعة الوقت في الغيبة وفي كل مالا يفيد 
· متي تضحك من قلبك؟ 
· عندما أسمع تعليقاً بريئاً من طفل صغير من أقاربي أو من الزوار عموماً
· متي تسقط دموعك؟ 
· تتساقط مني دموعي في مواضع التأثر الإنساني .. شاهدت الأطفال في فلسطين تضرب الدبابات بالحجارة تأثرت لحالهم .. وكذلك عند تشييع جنازات الشهداء في فلسطين .. وحين رأيت الفلسطينيات يصرخن أين أنتم يا عرب ؟! أين أنتم يا مسلمين؟!
· متي تخلد إلي الراحة؟
· حين أشعر أنني أنجزت بعض الأعمال وأصابني بعض الجهد فإنني أستريح لأستأنف العمل في نشاط .. لكن الراحة بمفهومها الأشمل فلن يستريح بالي إلا بعد أن تغلق السجون أبوابها وتنتهي مشكلة الاعتقال .. ويرفع الظلم عن كاهل التيار الإسلامي ويعود إلي ممارسة دوره العام في الأنشطة المختلفة دون اضطهاد.
· شخصيتك هل تأثرت بالسجن؟
· الحرية هي محور أساسي في حياتي فأنا أحب العمل الجاد وقليل المزاح .. ولكنني لست عابساً بل أحب البشاشة.. ولقد كان لطبيعة عملي في القوات المسلحة الأثر الكبير في بناء شخصيتي .. وكذلك شخصية والدي الجادة وأنني اعتبر أن الجدية أحد مكونات أي شخصية تتحمل المسئولية لأنه بالجد والاجتهاد تنهض للأمم والشعوب ثم هل حال المسلمين اليوم يسمح بالهزل والتراخي؟!
· متى تكون حازماً؟
· لا أحب التردد وعندما يكون هناك أمر معين يحتاج إلى قرار فإنني أنظر فيه واستبشر وأدرسه من جميع جوانبه.. ثم أقوم بالقطع في المسألة ثم أتوكل على الله منفذاً بعد الاستخارة.
· ما أهدافك؟
· أحاول طرح صورة حسنة صحيحة شرعاً ومقبولة جماهيرياً كي أفتح الطريق أمام التيار الإسلامي ليعمل في مساحات العمل العام وأن أتعاون على البر والتقوى مع كل من يسعى لخير هذا البلد وأن أنصر المظلوم وأدفع شرور المفسدين ما أمكنني ذلك.
· وكيف تحقق هذه الأهداف؟
· من خلال الحث على ممارسة العمل ومجالاته المختلفة النقابية والسياسية الحزبية والدعوية والاجتماعية والتربوية والبحثية والإعلامية والقانونية.
· وماذا عن أمنياتك؟
· أتمنى أن يرزقني الله الشهادة في سبيله وأن أخرج من الدنيا على خير.
· أجمل أيام حياتك؟
· الأيام الجميلة في العمر كثيرة منها يوم تخرجي في الكلية الحربية ومنها زواجي ومنها يوم العبور في6 أكتوبر73 حيث كانت الهزيمة تصيب العسكريين بالحزن فأحسست بعدها بالفرح والاعتزاز بالنصر ويوم أن يخرج آخر معتقل سياسي في مصر إلى أسرته بعد طول غياب.
· ما اليوم الحزين في حياتك؟
· شعرت بمرارة الحزن بعد هزيمة القوات المسلحة في 1967 حيث هزم الجيش لأخطاء في القيادة العليا.. ولكن الجيش لم يأخذ فرصته في معركة متكافئة وكنت وقتها طالباً بالكلية الحربية في القسم النهائي وتم خروجنا سريعاً إلى النطاق الخارجي لمدينة القاهرة للدفاع عنها من جهة الشرق.. وبصفة عامة .
· أستطيع أن أقول أيضاً إن اليوم الحزين في حياتي هو اليوم الذي أري فيه المسلمين يتقاتلون وتسقط دولتهم وتضعف شوكتهم.. هذا اليوم الحزين في حياتي يوم أن أرى إرادة شعب يتم تزييفها في انتخابات رئاسية أو برلمانية أو استفتاءات دستورية.
· وأن اليوم الحزين في حياتي يوم أن أرى المفسدين واللصوص يسرقون مصر وينهبونها ولا يتصدى لهم أحد من المسئولين وهكذا مع كل سلبية كبيرة تقع ي البلاد أشعر بمزيد من الأسى والحزن وأدعو أن الله يرفق بحال المسلمين ويولي عليهم من يصلح به أمر الدنيا والدين.
· لحظات التدبر في حياة عبود الزمر؟
· المسلم الدائم التفكر والتدبر في الأمور التي تقع له أو تقع لمن حوله وأن يعتبر من المصائب والبلاءات والعقوبات التي تلحق بالناس وأن يستغفر الله من الذنوب والمعاصي ويعزم على ألا يعود إليها مرة أخرى فالبلاء لا ينزل إلا بذنب ولا برفع إلا بتوبة.
· وماذا عن القضاء والقدر؟
· نحن المسلمين نؤمن به ونسلم والحمد لله راض بما قسم الله لي وكتبه علي .. والمهم عندي أن أؤدي الواجب الذي على قدر استطاعتي وأسأل الله حسن الخاتمة لي ولعامة المسلمين ونسألكم الدعاء.

رسالة إلي ابني الحبيب بقلم : الشيخ عبود الزمر

تحميل كل ما هو جديد من افلام واغانى واخبار واسلاميات ومسلسلات على مدونة لف استورى 2011 وبس


الشيخ عبود الزمر من الرموز الشهيرة في الحركة الإسلامية الحديثة .. وهو يحظي بقبول واسع لدي أطياف واسعة منالشيخ عبود الزمر  الحركة الإسلامية ... ويتمتع بأخلاق راقية ورثها عن أسرته العريقة الجذور " أسرة الزمر" . تلك الأسرة التي أنجبت كثيرا ً من الرموز الوطنية .. ومنها عمه اللواء الشهير / أحمد عبود الزمر ..بطل حرب أكتوبر والحائز  علي نجمة سيناء وهي أعلي وسام عسكري مصري... وهو قائد الفرقة 23 المشاة ميكانيكي في حرب أكتوبر.. والذي رفض الاستسلام حتى وصلت الدبابات الإسرائيلية في مناطق الثغرة إلي قيادة الفرقة التي يقودها... فظل يقاوم الدبابات الإسرائيلية بالأسلحة الخفيفة الموجودة معه وطاقم القيادة حتى داسته الدبابات الإسرائيلية .
والشيخ عبود الزمر رغم أنه كان عسكريا إلا أنني أراه يختلف عن كثير من العسكريين تماما ً ... فهو رقيق القلب .. دافئ المشاعر .. هادئ الطبع.. ودود إلي أبعد مدي .. ونادرا ً ما يغضب .. وهو كأسرته كريم إلي أبعد الحدود.
وقد عشت معه قرابة عشرين عاما ً كاملة في مكان واحد.. ومررنا بظروف عصيبة في السجن فكانت زوجته أكرمها الله..تأتي بالزيارة وفيها قطع من اللحم أو الفراخ علي عدد الإخوة في العنبر .. وكمية من المحشي والخضار يكفيهم كذلك .. وذلك كل أسبوع .. ولك أن تتصور معي هذا الجهد الكبير الذي بذلته هذه الزوجة الفاضلة طوال هذه السنوات ..وكذلك أسرتها .
وقد ارتسمت صورة الشيخ عبود في أذهان الناس بصورته بالزى العسكري في محكمة السادات وهو في قمة الشباب والحيوية .. وظلت هذه الصورة كذلك حتى رأى الناس في نشرات الأخبار وفي الصحف صورته هذه الأيام بعد أن جاوز عمره الحادي والستين عاما ً ..  ورأو كيف تغير شكله تماما عما سبق.. فقد رأوه يلبس نظاره طبية .. وقد ابيضت لحيته .. وتغير وجهه من الشباب إلي الكهولة ..  وقد فوجئ الناس جميعا ً بهذا المنظر .. وقد بكى بعض الناس وخاصة النساء لهذا المنظر المهيب.. ومنذ ذلك الوقت لايقابلنى شخص إلا ويقول لي متى سيخرج الشيخ عبود الزمر ..؟
فأقول لهم : عسى أن يكون قريبا ً بإذن الله ..
والشيخ عبود رغم أنه عسكري إلا أنني أؤكد لمعايشتي الطويلة له في مكان واحد .. أنه رجل سلام .. ولا يحب العنف ولا الاقتتال الداخلي بين الحركة الاسلامية وحكوماتها ودولها .. كما أنه لا يحب التكفير بتاتا ً .. فشخصيته تأبى ذلك.. وكذلك إسلامه ودينه ما يعتقده من اعتقاد أهل السنة والجماعة..  كل ذلك يجعله من أكثر الناس كراهية لتكفير المسلمين بغير حق .. ولا حتى الخوض في هذه المسألة .
وشخصية الشيخ عبود متأنية وغير عجولة .. وحليمة بدرجة كبيرة جدا ً .. وقد تحمل الكثير والكثير في السجن ..وقابل أهوالا ً يشيب لها الولدان .. ولم يقابل الأهوال من السجان فحسب .. ولكن أضيف إلي ذلك ما لا قاه من شدة وغلظة بعض إخوة الجهاد بالذات عليه  ..  فصبر علي ذلك أشد الصبر ..  وحلم عليهم أشد الحلم .. وكل من عاش هذه الأيام يعلم ذلك علم اليقين.
ولعل بيان الشيخ عبود الأخير الذي أعلن فيه موافقتة علي مبادرة تنظيم الجهاد هو خير دليل علي ذلك ..
ومن قبل كان الشيخ عبود من أول الموافقين علي مبادرة الجماعة الاسلامية .. وقد صدر بيان المبادرة الأول بتوقيعه.. ولكن وللأسف ينسى الكثيرون هذه الحقيقة .
أما عن قصة هذه الرسالة التربوية التي ننشرها اليوم للشيخ عبود فهي تتلخص في الاتى :-
لقد كان يأتي لزيارة الشيخ عبود دائما ً مع زوجته  وأسرته ابن أخت لزوجته كان يسمى  " محمود ممدوح " ويكنى " أبو دجانه ".. وكان محمود هذا في السنة الرابعة الابتدائية تقريبا ..ً وكان يحب الشيخ عبود حبا ً شديدا ً . وكذلك خاله  د/  طارق الزمر .. وكان الشيخ عبود يحكى لأبى دجانة هذا  قصصا ً تربوية في الزيارة أو ينصحه ببعض النصائح الإيمانية والدينية . حتى أن ذلك دفعه لأن يكتب له عدة قصص من قصص الأطفال .. وهذه القصص لا أدرى أين هي الآن؟؟ وهل تحتفظ أسرة الزمر بها أم لا؟؟ .. ومن الغريب أن  " محمود أبو دجانه "  كان يبكى بكاء ً شديدا ً في نهاية الزيارة وهو يتشبث بالشيخ عبود ويريد أن يدخل معه إلي عنبر السجن ليعيش معه .. ولا يريد أن يعود مع أسرته... وفي أحد المرات مكثنا قرابه ساعة لإقناعة بأن هذا مستحيل وغير ممكن .. ولكن دون جدوي .. وهكذا في كل مرة كان يؤخذ في نهاية الزيارة عنوة ليعود مع أسرته .. ليتكرر المشهد من جديد .
 وقد كتب الشيخ عبود هذه الرسالة القيمة " رسالة إلي ابني الحبيب  " هذه لمحمود ممدوح " أبو دجانه ... وهي تعد من أروع الرسائل التربوية المتكاملة للأبناء... وفيها من الرقة والعذوبة وجمال الأسلوب ودقة المعاني الكثير والكثير ..
وهذا النوع من الكتابات التربوية الجامعة المانعة المختصرة لا نكاد نجده في كتابات اليوم إلا نادرا ً ... ولعل المشاعر الفياضة للإنسان حينما يكون في السجن نحو الآخرين هي التي جعلت مثل الشيخ عبود يكتب مثل هذه الرسالة الجميلة لطفل من أقاربه يبادله الحب .. وهذه الرسالة تصلح " كمتن " تربوي يحتاج إلي شرح مستفيض .. وهذا المتن أشبة ما يكون بمتون  الفقه التي تكتب عليها شروح متعددة لفقهاء كثيرين ..
ومن الطريف في الأمر كله أن محمود ممدوح " أو محمود أبو دجانه أصبح الآن شابا ً فتيا ً وتخرج من الجامعة .... وقد كان طالبا ً في كلية الطب ثم تركها لعدم رغبته فيها وإجبار والده علي دخولها.. حيث كان يتمني أن يتخرج ابنه طبيبا ً ...ثم دخل إلي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية " وتخرج منها.. ومحمود هو ابن الأستاذ الدكتور ممدوح محمود وهو أستاذ مرموق للفيزياء في المركز القومي للبحوث .. والله أعلم هل يذكر الشاب محمود أبو دجانه ما كان يفعله في طفولته .. وهل يذكر هذه الرسائل التربوية التي كتبت من أجله ساعتها ... وكذلك قصص الأطفال ...
ومما لا يعرفه الكثيرون عن الشيخ عبود الزمر أنه كان من أبطال حرب أكتوبر حيث خاض الحرب برتبة  نقيب في سلاح الاستطلاع المصري .. وخاض من قبلها حرب الاستنزاف .. ومن الطريف أن الشيخ عبود شاعر موهوب وله قصائد وطنية وإسلامية .. وله كذلك قصائد في الغزل العفيف الذي يقره الإسلام ويرضاه .
واليوم موعدنا مع هذه الرسالة التربوية الجميلة ... راجيا ً من الله أن تعجب القراء وتسعدهم.. وألا يحرموا صاحبها الشيخ عبود من دعوة تعجل بفك أسره وتفريج كربه... إنه ولي ذلك والقادر عليه ...  آمين 
        
                                           والآن مع رسالة إلي ابني الحبيب 

ابني الحبيب ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أسأل الله تعالى أن  تكون على خير حال.. وفى طاعة الله دائماً .. فأنت أوشكت بلوغ سن التكليف.. فينبغي عليك أن تحافظ على صلاتك.. فلا تفوت منها فرضاً وتؤديها على الوجه الأكمل من خشوع وطمأنينة وقلب حاضر متفرغ يرجو رحمة الله ويخشى عذابه.
وأعلم يا بني أن الصلاة عماد الدين ..من فرط فيها فقد أورد نفسه المهالك..  فلا تتكاسل عن أدائها خاصة صلاة الفجر والعشاء فبهما يعرف الصادق من المنافق.. وعود نفسك الصلاة بالمساجد  فاعتيادها شهادة إيمان وهجرها علامة خذلان.. وصلاة الجماعة فيها الثواب الأعظم..  فالزم الجماعة ولا تصل منفردا.
وحافظ علي صلاة الجمعة فاذهب إليها مبكرا ً وانصت إلي الخطيب متفكرا ..ً واعمل بما جاء فيها من النصائح ما استطعت واجعل الموعظة جزءاً من خلقك ما حييت.. وداوم على صلاة القيام والنوافل فإنها الطريق إلى نيل الرضا وكسب ود المعبود.. فالصلاة يابنى أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة فإذا قبلت قبل سائر العمل كله وإذا ردت رد العمل كله.
ثم خذ من الصيام ما استطعت فإن كان صومك في رمضان قبل البلوغ مستحباً فإنك تؤجرعليه وكذلك والدك .. أما الصيام بعد بلوغك مبلغ الرجال هو فرض يلزمك أداؤه ولا يسعك التفريط فيه .
وحافظ علي صيام بعض الأيام كصوم الاثنين والخميس.. أو ثلاثة أيام من كل شهر وصوم عرفة وصوم ست من شوال والتاسع والعاشر من المحرم .. فالصوم رياضة للنفس تصوغها علي منهج الله بالصبر عن المحرمات والمكروهات .. والتدريب علي ترك الحلال والمباح مدة الصيام فلا تتحكم فيه شهوة .. ولا تقود نفسك إلي المهالك نزوة.. فتقوي بذلك عزيمتك أمام سلطان شهوتك.
ثم أوصيك بوالديك خيرا ً فطاعتهما من طاعة الله فالزم برهما.. ولا تقل لهما قولا ً لا يليق بهما..  ولا تحملهما من الطلبات ما لا طاقة لهما عليه.
 وأعلم أنه قد انتهت مسئوليتهما الشرعية عنك في النفقة بوصولك سن البلوغ فمالك عليهما من سبيل سوي محض فضل منهما يهبانك إياه .. فاستح أن تكثر عليهما الطلب .. وانته عن اختبار محبتهما لك بادعائك المرض أو المبالغة في التأخير خارج المنزل..  فلقد وصي الله الولد ولم يوص الوالدين لفرط المحبة الفطرية المودعة بهما ..
فلا تعاملهما علي نحو يفزعهما أو يثير قلقهما وأنت مطالب بترضية خاطرهما ..
واعلم أن العاق لأبويه لا تنتهي حياته في الدنيا إلا وقد شرب من نفس الكأس.. فلا يجد من يحسن إليه في كبره.. بل ربما لا يجد دارا ً للمسنين تؤيه .. كل هذا إلي جوار عقوبة الله في الآخرة تصليه .
ثم إنك يابني تتعلم في مدرستك لتعمل بعد التخرج وتعتمد علي نفسك.. فخذ أمورك بجد ولا تستهن بالعلوم.. فتؤجل المذاكرة إلي وقت يضيق عن التحصيل.. بل طالع الدرس أولا ًبأول..وأجلس إلي معلمك منتبها ً فإن العلوم تؤخذ مشافهة وعلي يد أهلها.. ولا تطل العكوف علي القراءة فتملها وروح لنفسك كي تستعيد نشاطها .
وعليك باستثمار وقتك فيما يفيدك..  ولا تضيعه فيما لا يعنيك.. فدع كل أمر لا يعود عليك فعله بالثواب.. وانته عن كل فعل يجر عليك عقاب.. فذلك فعل العقلاء أولي الألباب .
وطالع سير ومغازي نبيك وعش أحداثها بشغاف قلبك.. وخذ العبر منها لنفسك .. واجعل من شذاها عطر روحك واستفد من التاريخ والتجارب وتعرف علي ما وقع فيها من مثالب.. وابدأ من حيث انتهي الناس..  ولا تعد قط الكرة من حيث كان الخط أول مرة.. فالمسلم كيس فطن يعرف الشيء الثمين من العطين .
ووقر العلماء وأهل السبق والفضل.. وكذا جميع أقاربك من جهة الأصل.. وتفسح في المجالس.. ولا تتصدر.. وقم لكبار القوم ولا تتكبر.. وأعلم أن طلب العز بمعصية الله ذل كبير.. وابتغاء المكانة بغير حق فعل حقير .. ومعرفة المرء لنفسه أمر عسير .
واحترم أشقاءك الكبار واجعلهم في مقام الآباء الأبرار.. وأحسن إلي صغار إخوانك واشملهم بكامل رعايتك.. ولا تنازعهم طعاما ً ولا شرابا ً ولا ملبسا .. بل فضلهم علي نفسك يفضلونك علي أنفسهم.. واسع إليهم يهرولون إليك .
وصادق من أقرانك الأفضل.. وجنب نفسك منهم الأراذل .. فالمرء علي دين خليله.. وأخطر ما يفسد الشباب قرين السوء فاحذره ، وإذا عجزت عن إصلاح ما أعوج من أصدقائك فذره .
وكافئ من أسدي إليك معروفا..  وأعلم أن اليد العليا خير من اليد السفلي.. فلا تنظر لما فوق إمكاناتك فتحزن..  ولكن أنظر إلي من هو دونك فتحمد .. وتذكر أن ما عند الله خير وأبقي.. وأن ما عند الناس يبلي ولا يبقي .
وجالس من هم أكبر منك سنا ً وأكثر منك علما ً لتستفيد منهم وأصغ إلي مقالاتهم.. ولا تقاطع محدثك حتى ينتهي ..بل اجتهد في سنك هذه أن تكثر الاستماع لتتسع دائرة معارفك وتترعرع حصيلة معلوماتك .
وأقبل علي أضيافك بوجه بشوش .. وليكن مكانك قبالة الضيف لا جواره.. ولا تضع ساقا ً فوق ساق .. وأحسن وفادته..  وأكرم نزله وقدم له الموجود بسخاء نفس من غير تكلف .. ولا ترفع صوتك فوق درجة الإسماع.. واجعل كلامك واضحا ً معبرا ً .. ولا تكن ثرثارا ً تطيل الحديث فيمل سامعك ويضجر مسامرك ، ولا تظهر التململ للضيف من إطالة مكث أو إفاضة حديث بل احتسب ذلك عند الله تعالي.. واقتد برسولك محمد صلي الله عليه وسلم وهو يراوح بين قدميه وقد استوقفته عجوز تحدثه فلم يتبرم رغم إسهابها .
وتحل بالصدق في حديثك ولا تكذب ..وأحسن الظن بالناس ولا تحقق.. وتعود الصفح الجميل ولا تعتب.. وأوف بوعدك مع الخلق ولا تخلف .. وأحفظ لسانك من السب والشتم وبذيء القول بل وعوده جميل المنطق وحسن التعبير وفصاحة البيان .. وأفضل ما يساعدك علي ذلك حفظ جوامع الكلم.. وعلي رأسها تأتي أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم أقوال العلماء والحكماء وأشعارهم .
وتنبه إلي أن حفظ القرآن في صغرك يقيك خرف العقل عند هرمك .
وشاور أصحاب الرأي وأهل الخبرة فيما عرض لك وأشكل عليك..  والزم  الاستخارة فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار .
واحفظ لجارك حقه وبادله الزيارة  وغض بصرك عن محارمه وتجاوز عن هفواته وانصحه في سر لا في جهر.. وتصدق عليه إن كان فقيرا.. وهاده بما أمكنك ولو كان شيئا يسيرا ً..  وبادر في الإصلاح بين المتخاصمين من زملائك أو جيرانك وكن بينهما سفير خير لا سفير سوء .. لأن الأخير يفسد ذات البين بنقل كلام هذا إلي ذاك فيوقع بين الطرفين .
واكتم سر من استودعك سرا ً ولا تحدث به قط أحدا ً.. ولا تجلس في مجلس متناول الناس بالسوء ؟ بل أنصح الحاضرين بالكف فإن لم ينتهوا فاهجر الجميع علي الفور.. فذلك أحفظ لدينك وأنفع وأنكي لهم وأنجح .
وداوم علي الرياضة البدنية فهي تفرغ الطاقة الغضبية.. وتروح عن النفس وتجدد النشاط وتقوي البدن.. فزاولها ما استطعت بهمة ولا تركن إلي الكسل فتفوتك فوائدها الجمة .
وتعلم حرفة تقع موقع الهواية من نفسك فلعلك تحتاج إليها أثناء دراستك فتستفيد بمزاولتها علي سد نفقتك .
ولا تشغل نفسك بالسهر أمام التلفاز فذلك يضر بصحتك ويذهب بصفاء ذهنك ويضيع عليك صلاة الفجر الواجبة.. فاقتصر علي رؤية البرامج الدينية والعلمية وتابع أخبار المسلمين في العالم فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم..  وأعلم أن من كان يحفظ من أسماء الممثلين ولاعبي الكرة  القدم أكثر مما يحفظ من أسماء الصحابة والتابعين فهو قطعا ً من الهازلين الغافلين الذين يهتمون بسفاسف الأمور لا بمراشدها .
ونزه نفسك عن الاستماع للأغاني والموسيقي فكيف بالذي سمع كلام الله ووعي حديث الرسول الله أن تهفو نفسه إلي مثل هذا المجون الذي يحرك الغرائز ويثير الشهوة ويجر إلي الرذيلة.
ولا تقف عند نواصي الشوارع وقمم الطرق .. فإن دعتك إلي ذلك ضرورة أو حاجة فغض بصرك وأرشد الضال.. وأفسح المجال أمام المارة .
ولا تغتر بقوتك فتعتدي وتظلم..  واعلم أن الله لن يدعك حتى يعتدي عليك وتظلم.. فكما تدين تدان .
ولا تكابر إن لزمك الحق وتواضع دائما للخلق.. وأعلم أن من إجلالك لله إكرام ذي الشيبة المسلم.. فانظر إلي الكبير بعين التقدير فهو الذي سبقك إلي الطاعة.. وانظر إلي الصغير بعين التفضيل فذلك الذي سبقته إلي المعصية.. فبين التقدير والتفضيل يذوب الكبر ويذهب العجب ويتبلور التواضع .
واحفظ أذنيك عن سماع الغيبة .. ولسانك من قول الزور والنميمة ..وعينيك من شر النظرة المسمومة.. وبطنك من أن تكون وعاء لمحرم .
وحافظ علي نظافة ملابسك .. وتبرع بالقديم الصالح منها إلي الفقراء..  واخدم نفسك بنفسك.. واستح أن تطلب من أحد والديك شراء ما تريد.. أو صناعة ما تحب بل بادر أنت إلي خدمتهما حتى تنال رضاهما .
ولا تخجل من أن تحمل سلة الخضروات والفاكهة.. أو أن تقم (تكنس) منزلك أو تغسل ملابسك فكل ذلك دأب الرجال الذين يتحملون المسؤولية وتعقد عليهم الآمال  دون غيرهم .
وصل رحمك بالهدايا والزيارة وجميل القول .. وقف معهم في فرحهم لتهنيهم وفي ترحهم لتواسيهم .
ولا تجعل الغضب يسارع إلي قلبك وبادر إلي إزالة أسبابه.. واكبح جماح نفسك أن تعتدي قبل أن تستبين الأمر وتعلم فتعض أنامل الحزن علي ما أقترفت وتندم .
وخالف نفسك والشيطان وقاومهما بسلطان الإيمان..  وحاذر أن تقارف الذنب.. فإن زلت القدم فبادر إلي التوبة.. وأكثرالندم والبكاء في الظلم (بالليل) .
وتوكل علي الله بعد أخذك بالأسباب وكأنك لم تأخذ بها.. وعلق نجاحاتك بتوفيق الله لك لا بذكاء عقلك وسعة حيلتك .
واقبل هدية من أهداك ونصيحة من نصحك واشكر للجميع فضله.. ولا ترد سائلا ً ما استطعت وأمدد يد العون للفقراء والضعفاء ولا تستح أن تجالسهم واقض لهم ما أمكنك حوائجهم .
وتضرع بالدعاء إلي الله تعالي فهو سلاح المؤمنين وذخيرة الشاكرين..  وبه يكف الله عنك بأس الظالمين.. ويرفع عنك البلاء وينزل الغيث من السماء ويشفي العليل من الداء ويرفع الله به درجة الآباء..
ولا تستعجل إن لم تستجب دعوتك فتترك الدعاء لساعتك.. واعلم أن من الدعاء ما يدخر ليكون ثوابا ً عظيما ً لك بعد انقضاء العمر.. وأحسن الظن بالله بعد إحسان العمل ..ولا تترك العمل ركونا ً إلي واسع رحمة الله فتصيبك خيبة الأمل فذلك فعل الغافلين ودأب المفترين.. وسلم بقضاء الله تعالي وأرض به فلا يمنع حذر من قدر.. وما يقدره الله حتما يسير لا دافع له ولا مجير.. فلن تؤخر نفس إذا جاء أجلها ولن يفني عمر قبل بلوغ منتهاه..
ولا تنافس أحدا ً في أمر من أمور الدنيا .. واجعل سباقك إلي الآخرة لنيل المرتبة العليا.. وأحفظ عقلك من سقيم الأفكار والمقالات الضالة.. واجعل هديك في كتاب الله واقتداءك بسنة نبيه وإتباعك لسلفك الصالح ..
وقف مع نفسك كل يوم آخر النهار وقفة تراجع فيها نفسك فتري مدي تقصيرك في حق ربك فهذا فعل الصالحين ومنارة السالكين علي طريق رب العالمين.. " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "..
وختاما ً يابني فهذه جملة نصائحي لك.. فدقق فيها النظر واعمل فيها الفكر.. واسترشد بها في حياتك وأنت في مقتبل  العمر ومطلع الحياة.. تتحمل المسئولية وتشق طريقك نحو غد أفضل وأمل أرحب..  سائلا ً المولي سبحانه وتعالي أن يسدد خطاك ويلهمك الرشد ويوفقك إلي بذل الغالي والنفيس نصرة لدينك وإعزازا ً لأمتك واستردادا ً لأرض الإسلام السليبة . واعلم أن توفيق الله لا يؤتي إلا بإخلاص العمل لله وإتباعه سنه نبيه وشكر نعمته وقطع الآمال عن الدنيا ومد جسور الفلاح إلي الآخرة .